اخر ما كتب

26 مايو، 2010

من ذاكرة الملاعب الرياضية .. العويران سجل واحداً من أعظم الأهداف في تاريخ كئوس العالم



رســـالة السعــوديــة ــ أشــــرف حشــــاد

في 29 يونيو 1994 كان الموعد السعودي مع إنجاز التأهل إلى الدور الثاني في وقت كان مجرد الحلم في تخطي الدور الأول بالنسبة لأي منتخب يشارك للمرة الأولى في المونديال ضرب من الخيال فكيف إذا كانت المواجهة منتخب أوروبي لديه الطموح ذاته ومتمرس على بلوغ أدوار أبعد من ذلك.
ولم تعط الخبرة البلجيكية في كأس العالم تفوقاً لأصحابها، لأن البلجيكيين دخلوا المباراة مدركين أن السعوديين ليسوا خصماً سهلاً، وكان لسان حال أبرز لاعبي المنتخب البلجيكي انزو شيفو "أن المباراة مع السعودية ستكون أصعب من التي خضناها مع المغرب لأنه أخطر بكثير أمام المرمى".
المواجهة السعودية البلجيكية لم تكن عادية وكان فارسها الأول اللاعب سعيد العويران الذي نقش اسمه بحروف من ذهب في سجلات الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) ليس لانه سجل هدفاً أعطى المنتخب السعودي تأشيرة الفوز على بلجيكا والعبور إلى الدور الثاني، إنما لأن الهدف سجل على الطريقة المارادونية.
فقد سار العويران بالكرة من قبل خط منتصف الملعب وشق طريقه بين المدافعين البلجيكيين وأودع الكرة في شباك الحارس البلجيكي ميشال بردوم في الدقيقة الخامسة من المباراة مسجلا أهم هدف في تاريخ الكرة السعودية حتى الآن.
وفي تفاصيل الهدف، بادر العويران إلى السير بالكرة من المنطقة السعودية، فتوغل في وسط الملعب وحاور مدفيد.. ودخل المنطقة البلجيكية، ثم تخطى دي وولف وسميدتش والبير قبل أن يطلق الكرة قذيفة لحظة خروج الحارس برودوم لملاقاته.
وكان هدف العويران الأول الذي دخل مرمى برودوم في البطولة، وعبثا حاول بعده رفاقه بقيادة شيفو في إدراك التعادل لأن التكتل الدفاعي السعودي حال دون ذلك، بل إن بعض الهجمات المرتدة لحمزة إدريس وفهد الهريفي كادت تزيد الغلة لـ "الاخضر".
وشبه الخبراء هدف العويران إلى حد كبير بهدف الأسطورة الارجنتينية دييجو مارادونا الذي سجل هدفا مماثلا عندما قطع نصف الملعب متخطيا أكثر من لاعب قبل أن يهز الشباك الانكليزية في كأس العالم في المكسيك عام 1986 التي أحرزت لقب بطلتها الارجنتين لاحقا أيضا.
وغاب عن المباراة ضد بلجيكا لاعب الوسط النشيط فؤاد أنور لحصوله على إنذارين في المباراتين الأوليين فحل مكانه حمزة صالح. أما بلجيكا فاعتمدت على صانع العابها المتألق انزو شيفو في بناء الهجمات.
وجاء هدف العويران المبكر ليربك البلجيك ويرفع من معنويات السعودية إذ تألق فيها رباعي خط الدفاع ومن ورائه الحارس المتألق محمد الدعيع.
وحاولت بلجيكا أن تدرك التعادل وحاول بوفان بتسديدة قوية مرت إلى جانب القائم، واضطر المدرب البلجيكي إلى إشراك المهاجم لوك نيليس مكان مار دو غريز ليزيد من فعالية خط الهجوم.
وضغط البلجيك خصوصا عن طريق الاجنحة وتولى المهمة الظهير الايمن مدفيد ونيليس على الجهة اليسرى، وتصدى الدعيع لكرة رأسية خطيرة لنيليس (31)، ثم لانفراد للاعب نفسه اثر تمريرة بينية رائعة من شيفو (41).
وأهدر حمزة ادريس فرصة ذهبية لتعزيز تقدم فريقه عندما فشل في استثمار كرة أمامية مررها له النجم ماجد عبدالله (44).
وفي الشوط الثاني لعب مدرب بلجيكا آخر ورقة هجومية له المتثملة بالكرواتي الاصل جوزيب فيبر مكان مارك فيلموتس غير الموفق. وكاد الاحتياطي يفعلها لكن الدعيع كان بالمرصاد لتسديدته الرأسية (57).

وعاود المنتخب السعودي السيطرة على وسط الملعب بفضل تحركات خالد مسعد الذي حل مكان عبدالله في منتصف الشوط الثاني وفهد الهريفي، وسدد أحمد جميل كرة قوية بين يدي الحارس البلجيكي (60).
وتابع المنتخبان تبادل الهجمات في الدقائق العشر الأخيرة إلى أن أطلق الحكم الالماني هلموت كروغ صفرة النهاية معلنا فوز السعودية وبلوغها الدور الثاني.
وقال الأمير سلطان بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب في السعودية في ذلك الوقت : "هذا الإنجاز هو أبلغ دليل على تطور الكرة السعودية واستحقاقها للعب أمام أفضل المنتخبات العالمية".
وأضاف "ما تحقق يرد بقوة على المشككين الذين توقعوا خسارة السعودية في الدور الأول وخروجه منه لكن أفراد المنتخب ردوا على هؤلاء على أرض الملعب وظهروا بمستوى رائع أبهر جميع المراقبين وجعلهم يعيدون حساباتهم".
وقال مدرب السعودية الارجنتيني خورخي سكولاري: "قلت في أول مؤتمر صحافي إننا جئنا للمنافسة على صدارة المجموعة وإننا لا نخشى منافسينا وبالفعل وبفضل شهادة النقاد فإننا قدمنا أفضل أداء بين فرق المجموعة".
أما العويران صاحب الهدف الشهير الذي اعتبر الأجمل في البطولة فقال: "كنت قلقا قبل المباراة لأنني لم أسجل أي هدف في البطولة مع العلم أنني كنت هداف المنتخب في التصفيات".
وأضاف "سأتذكر هذا الهدف كثيرا كونه الأول لي في كأس العالم وكونه كان السبب في بلوغ منتخب بلادي الدور الثاني".

ارشيف المجلة

التعليقات الاخيرة

اخر ما اضاف