اخر ما كتب

08 أكتوبر، 2010

إبراهــيم حشـــاد يكتب : حتى لا نصبح كالأطرش فى الزفة

ازداد نشاط المرشحين فى انتخابات مجلس الشعب 2010 مع اقترب موعد إعلان المجمع الانتخابي للحزب الوطني لأسماء المرشحين الذين سيمثلونه وأصبحت المحافظات فى مصر مشغولة بشبكات الاتصال بالأعضاء المجمعات الانتخابية التى سيكون لها الفصل فى اختيارات الحزب الوطنى بعد أن رصدت جولات استطلاع الرأى التى تم خلالها مسح كافة القرى والنجوع والمدن على مستوى الجمهورية ارتفاع أسهم العديد من الاساء والوجوه الجديدة فى الشارع الانتخابي والشعبي .

وطوال الأيام والساعات القليلة الماضية كثرت جولات المرشحين بصحبة أعضاء المجالس المحلية الشعبية ، وبدأت الجمعيات والملتقيات فى القرى والنجوع تستقبل الجولات المكوكية للمرشحين وأصبحت المقار الانتخابية لكل مرشح مزدحمة بكافة فئات المجتمع .. المرشحين عانوا كثيرا طوال الفترة الماضية التى أعقبت تقدمهم بأوراق الترشيح من كثرة الجولات الانتخابية والزيارات وحضور المأتم والأفراح مهما كان بعد المسافات التى ربطت ليلهم بنهارهم .

أسماء كثيرة سطعت ، ونجوم انزوت ، خلفتها الأيام الماضية بعد أن وضح تأكيدات قيادات الحزب الوطنى بان تكون انتخابات الدورة المقبلة درس جديد من دروس الديمقراطية والعهد الاصلاحى الذى يتطلع الشعب كله الى حصد ثماره من خلال برلمان قوى مدعوما بالكفاءات والخبرات ، برلمان جاء أعضاؤه بإرادة الشعب والجماهير الحرة.

ولان الموضوع له أهميته فان ( الملاعب الرياضية ) تحرص ابتداء من هذا العدد على فتح صفحاتها لتكون منبرا منيرا لكافة المرشحين الذين يحلمون بخدمة وطننا الحبيب.

لم أجد صعوبة فى تكليف مراسلى ( الملاعب الرياضية ) المنتشرين فى كافة ربوع مصر لإعداد تقارير عن انتخابات2010 فى دوائرهم الانتخابية وبحيادنا المعروف خاصة وأن تلك الانتخابات ترتبط ارتباطا وثيقا بالشباب ومستقبل هذا الوطن .. وهالنى ما رأيت من أخبار حفلت بها تلك التقارير ومن خلال متابعتي لكل التقارير الصحفية التى قدمها مراسلينا فى كل مكان توقفت عند الكثير من الملاحظات والسلبيات التى يمارسها البعض وجميعها استغلالا خاطئا للحرية والديمقراطية التى أرساها الرئيس محمد حسنى مبارك..وأيقنت أننا نحتاج إلى سنوات وسنوات لاستيعاب هذه الحرية والتمتع بنسيمها بصورة أفضل.

فعندما يصبح المواطن أمام خيار لاختيار نائبه القدم فى برلمان 2010 لابد أن يبحث عن الأفضل والأقدر على حمل همومه ومشاكله.. ومعايير الاختيار الأفضل دائما ما تكون لصالح من يبحث عن حقوق المواطن البسيط المحدود ، ورفع المعاناة عنه بعلاج أوجاعه وآلامه وحل مشاكله وتوصيل صوته للقيادات المسئولة لرفع العبء عن كاهله.

وهناك علامات استفهام كثيرة وعجيبة حول عدد من المرشحين الذين يخوضون انتخابات مجلس الشعب المقبلة ، علامات الاستفهام ليست فى إعلان البعض نزول المعركة حتى أصبح لدينا طوفان من المرشحين والأسماء المعروفة بثقلها السياسى ، والمجهولة أيضا ، فربما يكون الأمر هينا عند ذلك باعتبار أن حق الترشيح حق كفله الدستور لكل مواطن مصري مهما كان ثقله وضعفه ، والمرشح الفاضى والهش الذى لا يحمل فكرا ونضجا سياسيا والتحاما بالجماهير ستلفظة صناديق الاقتراع .. ولكن ما أحزنني أن أجد بعض المرشحين يميلون إلى شراء النفوس الضعيفة بالأموال والتبرع لدور الأيتام والجمعيات الخيرية والتظاهر بالأقدام على عمل الخير إلى حد قيام احد المرشحين فى محافظة كفر الشيخ بتقديم رحلات حج وعمرة لعدد من المواطنين .. ومرشح آخر يكرم المتفوقين قبل أيام معدودة من بدء العام الدراسي التالي ، فأين كان هذا المرشح بعد إعلان النتيجة ؟ الإجابة انه لم يكن يفكر فى خوض الانتخابات أصلا !!! ولكنها الدعايات الكاذبة التى توهم المواطنين أن مرشحهم حريص على مصالحهم ويتفاعل مع همومهم ، وانه جاء خصيصا ليكون أبا للجميع وأخا يفرح لأفراح دائرته ويحزن لحزنها.

وهناك مرشحين أيضا يتعلقون بحبال تدهور الخدمات بدوائرهم إلقاء الخطب الرنانة التى تخطب ود الناخب بان نجاحه سيكون مفتاحا لكل مشاكل الدائرة ولا أدرى من أين جاءت تلك البرامج الانتخابية التى نسمعها والحلول البسيطة والسهلة التى يقدمها كل مرشح رغم تشابه معظمها وكان تلك الحلول أخفاها المرشحين سنوات طويلة لإعلانها عند ترشيحهم فقط !

ولان هؤلاء المرشحين كثيرون وعدد كبير منهم من فصيلة ( عبده مشتاق ) فقد رفضوا الالتزام بقواعد وأخلاقيات الحزب الوطنى الذى ينتمى إليه وفضلوا نزول الانتخابات كمستقلين ، وهذا لن يضير الحزب الوطنى فكم من سياسيين كبار رفضهم الحزب باعتبارهم ليسوا من نجوم المرحلة ، فما بالنا وأن كثير من المرشحين ليس لهم تاريخ شخصى أو هوية سياسية أو برنامج انتخابي أو شعبية تخرج عن شارعه أو منطقته التى يسكن بها ، ولا غرابه أن تجد مرشحا يمشى خلفه عشرات الأشخاص والمنتفعين يرددون انه لا نائب للدائرة يملأ عيونهم سوى مرشحهم .

أنا لا اعرف كيف يرتضى الشارع المصرى أن يمثله صغيرا مازال يجهل قواعد وأصول العمل الشعبي والخدمى مثلما يحدث فى دائرة فوه ومطوبس مثلا ، وكأن الأمر بالنسبة له الذهاب لمؤازرة شاب تعرض لحادث على الطريق أو لأنه صديق للعشرات من أبناء جيله الشباب.

ولان المرشح الصغير يجهل أصول اللعبة فقد جند فى دعايته الانتخابية عدد من ضعاف النفوس من موظفى الوحدة المحلية الذين خانوا الأمانة عندما راحوا يفشون أسرار وظيفتهم وعملهم له كى يرددها فى خطبه ويعلن فيها عبر مكبر الصوت أنه جاء خصيصا لحل مشاكل هذه الدائرة المنسية وكان المسألة مجرد خطب رناته يسانده فيها أتباعه.

ولا افهم أن يطلق مرشح الحفير التهديد والوعيد لكل مسئول تنفيذى بالمحافظة بداية من محافظ الإقليم حتى صغار الموظفين أصيبوا بسهامهم الطائشة .. ولم اصدق أن هناك مرشح قال لأحدهم داخل ديوان الوحدة المحلية لمدينته : ( كلها 3 شهور وأنت ورئيسك تمشوا من هنا ) وهو ما يكشف عن غطرسة وعنجهية تفوق الحد .. ولعل ذلك ما أثار استياء كل من شاهد الواقعة !!

نعم للشباب دورا فى بناء الأمة خاصة فى المرحلة القادمة ولكن ليس الى حد التهديد والوعيد وافتقاد الحكمة بالاندفاع والتهور والضغط النفسي على موظف يلتزم بقانون عمله ورفض تمرير ورقه قد تكسب المرشح حفنه من الأصوات بقريته .. ان الترشيح لمجلس الشعب يعنى التمثيل البرلماني والتشريعي وصناعة القانون والاقتراب من صناع القرار بالفكر والعقل الراحج لتقديم خدمات أفضل لوطننا الغالى.

بالتأكيد الصورة مقلوبة عند الكثير من المرشحين الذين يسلكون طرق فرض أسماءهم ورسم ثقل لهم بصورة مضحكه كان يقول احدهم فى ندوة أو ملتقى انه لم يكن لديه النية فى الترشح ولكنه تلقى تليفون من ( فوق ) طلب منه خوض الانتخابات لأنه مطلوب بقوة فوق !! وهذه العبارة سمعتها كثيرا ومن أكثر من مرشح ومعظمهم قالها لى باعتبارها سر عظيم ، ولا اعرف اى ( فوق ) هذا الذى يتحدثون عنه هؤلاء وكأن المستمع من الساذجين والبلهاء ؟!

وما يدعو للأسف أن احد المرشحين شكى لى أن منافسا له أطلق " صبيانه " لتمزيق صوره واللافتات الخاصة به ووضع صوره هو بدلا منها بل يقوم بوضع لافتاته أمام لفتات منافسيه بصورة تهدف حجب الرؤية عنها وهناك محاضر بأقسام الشرطة بهذا الشأن.

نعم نحن مقبلين على حالة من الحراك السياسى الايجابي الذى سيرسم صورة مشرقة لهذا الوطن .. نعم نحن علة أعتاب دورة برلمانية ربما تكون مختلفة تماما عن غيرها فى الأسماء والأسلوب ولكننا مازلنا بحاجة للحاق بتطورات الفكر الجديد لاستيعابه والاستفادة من اهدافة التى ستضع مصر فى مكانة أفضل ، حتى لا نصبح مثل الأطرش فى الزفة .

ارشيف المجلة

التعليقات الاخيرة

اخر ما اضاف