اخر ما كتب

18 سبتمبر، 2010

الدورات الرمضانية المتعة والتشوق والإثارة والندية

قبل قرون - وتحديدا قرب نهاية القرن التاسع الميلادي وبداية القرن العاشر- ابتكر المصريون الفانوس وموائد الرحمن كملامح خاصة لشهر رمضان الكريم، وفي العصر الحديث وخاصة في سبعينيات القرن العشرين أبدع المصريون لونًا آخر من ألوان التواصل الشعبي في رمضان هو الدورات الرمضانية.
ورغم أن هذه الدورات الرمضانية ظهرت في ثلاثينيات القرن العشرين كظاهرة شعبية في مقابل رياضة الأندية الطبقية التي كانت قاصرة على بيوت الباشوات والعاصمة القاهرة فقط ، فإن ميلاد هذه الأحدث كان بعد انتصار أكتوبر عام 1973 لتشمل معظم القرى والمدن المصرية ، حيث أقبل العسكريون المسرحون من الجبهة بعد الحرب في تنظيمها كامتداد للتدريبات التي كانوا يتلقونها في معسكراتهم قبيل الحرب.
وأمام الانتشار الهائل للدورات الرمضانية كحدث اجتماعي ورياضي أساسي بين الإفطار والسحور اعتمدت وزارة الشباب والرياضة ميزانية خاصة لدعم الدورات التي ينظمها الأفراد في القرى والمراكز وأحياء المدن من الإسكندرية في أقصى الشمال وحتى أسوان في أقصى الجنوب.
وجميع مراكز الشباب في مصر تقيم دورات رمضانية، حتى إنه يمكن القول: إنه لا توجد قرية واحدة من بين الأربعة آلاف قرية - التي هي مجموع القرى المصرية - لا تشترك في دورة رمضانية، ولذلك لم تجد الوزارة أمام هذا الإقبال الهائل مفرًّا من إقرار ميزانية خاصة لدعمها مثلها مثل الأنشطة الثقافية والاجتماعية الأخرى في الشهر الكريم.
السياسيون يستفيدون
واكتسبت الدورات الرمضانية شهرة وشعبية واسعة لانخراط الجميع فيها، ولأن كئوسها تطلق عليها أسماء الأعلام في القرى والمدن، وليست وزارة الشباب وحدها التي تحاول أن يكون لها دور في هذا النشاط الشعبي الواسع، ولكن أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمرشحون الجدد للبرلمان يحاولون أيضا الاستفادة منها عبر تقديم الجوائز والملابس والأدوات الرياضية للفرق المشاركة، ويحرص كثير منهم على حضور مبارياتها وخاصة النهائية منها ، وأحيانا ما يرعى أعضاء مجلسي الشعب والشورى دورة تقام في دوائرهم الانتخابية، ويقدمون كؤوسها التي تحمل أسماءهم.
وفي صعيد مصر لا يكتفي الأهالي برعاية مراكز الشباب وأعضاء البرلمان للدورات الرمضانية بل تحرص العائلات الكبيرة على تنظيم دورات خاصة بها تُسمى باسمها، ويذهب شيوخ العائلات وكبراؤها لحضور المباريات وتشجيع فرقهم، رغم أنهم عادة ليسوا من المهتمين بكرة القدم، وربما لا يشاهدون منافساتها إلا في هذه الدورات من عام إلى عام.
وتحظى الدورات بتغطية القنوات التليفزيونية المحلية في مختلف المحافظات المصرية، ونقل مبارياتها النهائية وتسليم جوائزها، ولكن الدورة الأوفر حظا بالتغطية الإعلامية هي التي يشارك فيها نجل الرئيس "حسني مبارك " والتى اكتسبت شهرة أكبر بحضور الرئيس المصري لختام إحداها عام 1997، وقام بتسليم الكأس لفريق "الصقور"، الذي كان يلعب له نجلاه "علاء" و"جمال" إلى جوار نجم النادي الأهلي الأسبق "طاهر أبو زيد"، إلى جانب عدد من نجوم الكرة المعتزلين.

ارشيف المجلة

التعليقات الاخيرة

اخر ما اضاف